وقال أيضاً: أصل السحر صرف الشئ عن حقيقته إلى غيره فكأن الساحر لما رأى الباطل في صورة الحق وخيل الشئ على غير حقيقته قد سحر الشئ عن وجهه أي صرفه.
قال ابن فارس: السحر إخراج الباطل في صورة الحق
قال في محيط المحيط: السحر إخراج الشئ في أحسن معارضه حتى يفتن. كما يطلق السحر في لغة العرب في الشئ شديد الخفاء أخفى من السحر وتصف ملاحة العينين لأنها تصيب القلوب بسهامها كما أن البيان يوصف بالسحر ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: " إن من البيان لسحراً " ، رواه البخاري في صحيحه في كتاب الطب. وقد كان البيان سحراً لأنه يروق للسامعين ويستميل عن حقيقته ويصرفه عن وجهته، وسمى السحور سحوراً لأنه يقع خفياً آخر الليل والسحر الرئة وهي محل الغذاء وأيضاً تطلق العرب السحر على الخديعة لأنه يخفى سببها ويدق.
كما روى شمر عن ابن أبي عائشة قال: العرب إنما سمت السحر سحراً لأنه يزيل الصحة إلى المرض.
السحر في الاصطلاح
قال فخر الدين الرازي: السحر في عرف الشرع مختص بكل أمر يخفى سببه ويتخيل على غير حقيقته، ويجري مجرى التمويه والخداع.
قال الجصاص: السحر اسم لكل أمر خفي سببه وتخيل على غير حقيقته وجرى مجرى التمويه والخداع ، ولم يفرق في تعريفه اللغوي والاصطلاحي .
قال ابن عابدين: السحر علم يستفاد منه حصول ملكة نفسانية يقتدر لها على أفعل غريبة لأسباب خفية.
وقد عرف ابن خلدون السحر فقال: علوم بكيفية استعدادات تقتدر بها النفوس البشرية على التأثير في علم العناصر.
قال ابن قدامه المقدسي: هو عقد ورقي وكلام يتكلم به أو يكتبه أو يعمل شيئاً يؤثر في بدن المسحور أو قلبه أو عقله من غير مباشرة له، وله حقيقة فمنه ما يقتل ومنه ما يفرق بين المرء وزوجته وما يبغض أحدهما إلى الآخر أو يحبب بين الاثنين.
قال الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – تعالى: السحر في الاصطلاح : سحر الأدوية والتدخين ونحوه ليس بسحر، لكنه حرام وإنما سمى سحراً فعلى سبيل المجاز، كتسمية القول البليغ والنميمه سحراً، ولكنه حرام لمضرته، ويعذر من يفعله تعذيراً بليغاً.
قال ابن القيم: هو مركب من تأثير الأرواح الخبيثة ، وانفعال القوى الطبيعية.
تعريف السحر: هو الاتفاق بين ساحر وشيطان على أن يقوم الساحر بفعل بعض المحرمات أو الشركيات ليساعده الشيطان بذلك ويطيعه والهدف المشترك بينهما هو طغيان الشر والدمار في الأرض والعياذ بالله.
0 تعليقات